يوليو 1997 كان الظهور الأول لمانجا One Piece والتي استطاعت خلال فترة قصيرة أن تخطف محط أنظار الكثيرين وهو الامر الذي جعلنا نشاهدها كمسلسل أنمي بعد مرور عاميين فقط من ظهور المانجا الخاصة بها وعلى مدار السنوات الطويلة وأكثر من 900 فصل و800 حلقة أصبحت شعبية One Piece ضخمة للغاية ومنتشرة في جميع أرجاء العالم حتى بلداننا العربية، تلك السنوات الطويلة الناجحة حصلنا على الكثير من ألعاب الفيديو المقتبسة عن هذا العالم ولكن أغلبها لم يحقق النجاح المنشود خاصة لمحبي هذا العمل الجيد ولكن في عام 2017 خرجت علينا شركة Bandai Namco لتكشف لنا عن لعبة One Piece World Seeker والتي ستقدم لأول مرة في تاريخ ألعاب One Piece تجربة العالم المفتوح والكثير من الأفكار الجديدة التي لم نعهدها من قبل وهو ما سنتعرف عليه من خلال مراجعتنا في السطور القادمة

على الرغم من محاولة الاجتهاد التي نلاحظها في كتابة سطور القصة إلا وأنها كانت تمتلك بعض العيوب التي نري انها قتلت متعة اللعبة وأهم تلك العيوب هي الحوارات التي لازالت تستخدم الكتابة النصية المزعجة بدلاً من استغلال تواجد المؤديين الصوتيين الأصليين للشخصيات وتعتمد قصة اللعب بكل تأكيد على محبي عالم One Piece فاللعبة تقدم الحبكة الدرامية المعهودة عن شخصيات One Piece وبالأخص طاقم “قبعة القش” والتي تجعلنا نتعاطف مع مبادئه دوماً ولكن نظراً وأن اللعبة موجهة بشكل كبير لفئات أخرى غير محبي هذا العمل إلا أن تلك الحبكة ستعد أحد مساوئها بالنسبة لهؤلاء الوافدين الجدد

لا يوجد من هو أفضل من “مونكي دي لوفي” لتنفيذ تلك المهمة وهو الرجل المطاطي الذي بإمكانه تسلق المباني بسهولة والتنقل من مبني لأخر دون الحاجة للتنقل على الأرجل حتى خلال تقدمك في اللعبة ستتمكن من استخدام قدرات “لوفي” القتالية والقفز في الهواء والتنقل بسهولة مما يوفر شعور بالقوة ولذلك لم تسمح اللعبة بأي شخص أخر من الشخصيات الكثيرة المتواجدة باللعبة أن تتمكن من تجربة اللعب به فشخصية “لوفي” تمتلك كافة القدرات التي تمكنك من استكشاف هذا العالم وهو ما قد يخيب امل البعض لمن يريديون تجربة شخصيات أخري، كان علينا على مدار ساعات اللعبة العشر تجربة اللعبة فقط بشخصية “لوفي” وتم الاقتصار على تلك الشخصيات بأنها مجرد شخصيات داعمة لك سواء بالمهام التي تؤكل إليهم من البحث عن موارد أو الطبخ وخلافه أو حتى مساعدتك خلال قتالك مع الأعداء، تتيح لك اللعبة تجربة كافة قدرات “مونكي دي لوفي” القتالية منذ ظهوره الأول بمسلسل الأنمي وحتى قبل بداية إرك Big Mom الشهير ولكن بالتأكيد لن تتمكن من تجربة كافة تلك القدرات في بدايتك من اللعبة ولكنها كلما تقدمت باللعبة كلما قمت بفتح قدرات جديدة وذلك من خلال شجرة القدرات الكبيرة التي تضيف إلى قدراتك القتالية قدرات على الاستكشاف والتي ستتيح لك القفز عالياً وسرعة التنقل من مكان لأخر وحتى بإمكانك الطيران وهو ما يسهل عليك عملية الاستكشاف بشكل كبير وبخلاف قدرات الاستكشاف تقدم شجرة القدرات تلك إمكانية تطوير “الهاكي” الذي يمتلكه “لوفي” وهو ينقسم إلى نوعين الأول وهو Armament وهدفه الأساسي هو القتال وايصال “لوفي” إلى قوته القصوى من ضربات سريعة متتالية أو حتى ضربات خارقة تطيح بالزعماء والأعداء بشكل كبير، والنوع الثاني وهو Observation المتخصص في منح “لوفي” قدرات تساعده على استكشاف اللعبة بشكل أكبر من رصد لأماكن الاعداء إلى إمكانية إيقافه للزمن للحظات وتشتيت انتباه العدو وفقده على التركيز أيضا

الرسوميات

منذ مشاهدة العروض الخاصة باللعبة منذ الكشف عنها وقد انتابنا القلق بعض الشيء تجاه المستوى الرسومي الذي تظهر به اللعبة سواء في تصميم الشخصيات أو حتى تصميم عالم اللعبة ولكن عندما بدأنا بتجربة اللعبة حصلنا علي انطباع مختلف تماماً فاللعبة استطاعت أن تخطف الأنظار دقائق الأولى فقد قمنا بتجربة الكثير من ألعاب One Piece المختلفة لم تظهر أي منهم بهذا المستوى بداية من تصميم عالم اللعبة الجيد سواء تصميم المباني والألوان فقلما وجدنا مباني تتشابه مع بعضها البعض على صعيد الألوان، أيضا في القرى والأعشاب ستجد درجة الألوان متشبعة بشكل كبير وتعطيك تجربة ممتعة على الصعيد البصري الأمر امتد إلى تصميم الشخصيات سواء الشخصيات الجديدة التي تظهر لأول مرة تم تقديمهم بشكل جيد أو حتى الشخصيات الشهيرة التي تظهر من جديد وهو أحد أفضل التصاميم التي ظهرت به في أي من ألعاب One Piece وحتى تصميم سفينة طاقم “قبعة القش” كانت مميزة للغاية في كافة تفاصيلها أضافى الي المشاهد السينمائية التي تم تقديمها بشكل أفضل من المستوى الرسومي للعبة ولطالما تمنى مشاهدي One Piece خلال الفترة الماضية أن يصل مستوى جودة المسلسل إلى مثل هذا المستوى الذي نرى إتقان واهتمام كبير في تقديم الشخصيات

مدة اللعبة وقيمة الأعادة

على الرغم أن لعبة One Piece World Seeker كانت تعتمد على عالم اللعب المفتوح والذي نعهده دوماً بأنه يضيف عمر أطول للألعاب، ولكن الامر مختلف هنا فمحتوى القصة يعد ليس بالضخامة المعهودة عن ألعاب العالم المفتوح، حيث بإمكانك إنهاء قصة اللعبة في غضون عشر ساعات لعب فقط أما إذا رغبت في استكشاف الجزيرة بشكل أكبر وجمع كافة الكنوز المنتشرة وتنفيذ المهام الجانبية فأنت ستكون بحاجة إلى أكثر من ثلاثين ساعة لأنهاء كل شئ لكنها اتسمت بالتكرارية وعدم جدوه من الأستمرار في الأستكشاف بعد انتهاء احداث القصة

اللعبة ستقدم تجربة مرضية لمحبي عالم One Piece ولكن كن نأمل أن تتفادي المشاكل السخيفة وتقدم محتوى أكبر في عالم اللعب المفتوح لتعطي عمر أطول للعبة للقصة وتفاضي التكرار ولكن من الممكن أن نشاهد هذا في الأجزاء القادمة من اللعبة وأن نحصل أخيراً على لعبة One Piece مثالية وهو ما نتمناه في الأصدارات القادمة لعالم One Piece.

قصة اللعبة

قبل أن نتولى سرد أحداث القصة كان ولا بد من ذكر جزئية بسيطة وهي أن أغلب ممن لم يشاهدوا هذا العمل الفني المميز بعد لطالما كانوا يتجنبوا ألعاب One Piece السابقة وذلك خوفاً من تسببهم بحرق لأحداث المسلسل أو المانجا، ولكن الأمر مختلف مع لعبة One Piece World Seeker فاللعبة قدمت لنا قصة جديدة ولا علاقة لها بعالم الأنمي أو المانجا ولكن بالتأكيد هناك بعض الشخصيات والأماكن سيكون لها علاقة بالسلسلة ولكنها لا تسبب أي حرق، أما بالنسبة لأحداث قصة اللعبة فهي تدور حول “مونكي دي لوفي” أو كما يعرف باسم “قبعة القش” وأعضاء طاقمه في رحلة للبحث على كنز في جزيرة تدعى “جزيرة السجن” ولكن عند الوصول إلى تلك الجزيرة وبدأ استكشافها يتضح بأنه لا وجود للكنز وأنه مجرد فخ لطاقم “قبعة القش” من أجل الإمساك به وهنا يبدأ أعضاء الفريق في الهرب واحداً تلو الأخر، وسيكون هدف “مونكي دي لوفي” هو استعادة طاقمه من جديد وإنقاذ بعض من سكان تلك الجزيرة

أسلوب اللعب

عالم اللعبة المفتوح والذي تم تقديمه بشكل جيد سواء على صعيد التصميم والشكل الرسومي أو حتى تفاصيل العالم المفتوح حيث تقدم اللعبة لك بالإضافة إلى المهام الرئيسية الكثير من المهام الجانبية المنتشرة في جميع أرجاء الجزيرة وهو الأمر الذي سيجبرك في استكشاف هذا العالم والتعرف على الأشخاص الجديدة التي ستطلب منك بعض المهام والتي تنحصر سواء في جمع بعض الموارد أو إنقاذ أحد سكان الجزيرة وحتى الدخول في معارك مع بعض من قيادات “حكومة العالم” والشخصيات الشهيرة بعالم One Piece والتي لن تظهر سوى بالمهام الجانبية، عند تنفيذ تلك المهام ستحصل على مكافئات تساعدك خلال تقدمك باللعبة أيضا بخلاف المهام الرئيسية والجانبية فهناك الكثير من الكنوز المنتشرة في جميع أرجاء الجزيرة وعند جمعها ستحصل على كنوز ثمينة وأدوات ستستخدمها من أجل تطوير شخصيتك، خلال رحلة استكشافك تلك ستقابل الكثير من أهالي تلك الجزيرة ومن خلال التفاعل معهم ستتمكن من استخدام خاصية Karma حيث تتطلب منك القيام ببعض من المهام التي سيطلبها منك شخصيات اللعبة وخلال تنفيذها والتفاعل معهم ستحصل على نقاط Karma وعندما تكمل تفاعلك الكامل مع تلك الشخصيات ستحصل على مشاهد سينمائية إضافية تتعرف على تلك الشخصيات بشكل أفضل ولكن ليست بالأمر الجلل ولا تؤثر عدم مشاهدة تلك المشاهد الإضافية على أحداث اللعبة الرئيسية 

وأحد ميزات أسلوب لعب “مونكي دي لوفي” هو تحول Gear Foruth الشهير والذي يمكنه من أن يصبح أكثر قوة والإطاحة بعدد كبير من الأعداء في آن واحد، بخلاف العدو الجديد الذي تقدمه اللعبة لأول مرة ستواجه الكثيرين من الأعداء المشهورين بعالم اللعبة وعلى رأسهم ” أكاينو” و” أوكيجي” وأيضا ” كيزارو” والذين قدموا قتال ممتع معهم، ولكن بخلاف هؤلاء فاللعبة قدمت أداء متوسط للغاية على صعيد الذكاء الاصطناعي للأعداء ففي أغلب الأوقات نجدهم في قمة ذكائهم ويحاولون الإحاطة بك من أجل التخلص منك وهنا يتوجب عليك أن تحاول التملص منهم فمجرد الإصابة برصاصة أو ضربة واحدة فقط كفيلة لإسقاطك أرضاً وسيبدأ الجميع في الاقتراب ومهاجمتك ولكن في أوقات أخرى نجدهم في حالة صمت تعجز عن تفسيرها يستعدون لك من أجل تلقى ضربتك ومن ثم التفكير في معاودة مهاجمتك وهو أمر سخيف للغاية ويفقد متعة القتال مع أغلب هؤلاء الأعداء وهو ما حدث معنا في أولى مواجهتنا باللعبة وبالأخص مع شخصية “سموكر” التي لم تفكر في تفادي ضرباتك على الإطلاق بل تفكر دوماً في إلقائها للضربات أولاً

الصوتيات

الموسيقي التصويرية باللعبة لا تقل جودة على الإطلاق بالمستوى الرسومي الذي ظهرت به اللعبة ويعود ذلك لاستعانة أستوديو Ganbarion بالملحن الأصلي لسلسلة “ون بيس” وهو الملحن الياباني الشهير “كوهيه تاناكا” وكلما توغلت باللعبة وقمت باستكشاف أماكن جديدة ستبدأ في سماع موسيقي جديدة تلائم المكان الجديد وحتى تلك الموسيقي بإمكانك مقارنتها مع موسيقي أشهر الألعاب فهي لا تقل جودة عنهم ولكن العيب القاتل على صعيد الصوتيات هو عدم استغلال الأستوديو لقدرات مؤديين الأصوات الأصليين بدلاً من استخدامهم فقط بالمشاهد السينمائية كان من الممكن أن يقدموا تجربة مختلفة طوال تجربة اللعبة خاصة وأن اللعبة ليست بالحجم الكبير ولكن تم استبدال نظام الأداء الصوتي للشخصيات بالنظام الأكثر إزعاجاً لنا وأصبحنا نحصل عليه كثيراً في أغلب ألعاب Bandai Namco ونأمل أن تقم بتغييره يوماً ما وهو نظام الحوارات الكتابي الممل الذي يجعلك تقم بالضغط دوماً على زر Skip إلا في بعض الحالات التي تتعلق بأساسيات قصة اللعبة فهنا ستكن مجبر على قراءة تلك الحوارات المزعجة

الخاتمة

في النهاية نستطع القول بأن لعبة One Piece World Seeker قدمت تجربة جيدة مقابل أجزاء One Piece الأخرى ولكنها لازالت بحاجة للمزيد حتى تقدم التجربة الكاملة التي يتمناها محبي عالم One Piece قبل حتى الوافدين الجدد على هذا العالم، فاللعبة قدمت أسلوب لعب سلسل وبسيط وشجرة قدرات متعددة لشخصية “لوفي” ولكنها لم تتيح لك تجربة اللعب بأي من الشخصيات الأخرى التي تواجدت باللعبة ليس هذا فحسب بل أن أغلب الشخصيات الكبيرة والشهيرة من عوالم One Piece تم إدراجها للعبة عن طريق المهام الجانبية وهو أمر أنقص من متعة هذا العالم فهناك أغلب اللاعبين ممن لا يفضل تضييع وقته على المهام الجانبية فمثلا سيفقدون متعة مقاتلة أحد قادة “حكومة العالم” السابقين والتي قدمت تجربة لا تنسي  و يعد انتقاص لحق هؤلاء اللاعبين ولكن بخلاف بعض المشاكل والعيوب القاتلة مثل نظام الحوارات السخيف إلا وأن اللعبة قدمت تجربة جيدة  في الرسوميات وتصميم عالم اللعبة المبهر للعين والمشاهد السينمائية وأيضا موسيقي الملحن “تاناكا” جعلتنا نتذكر ذكرياتنا المفضلة مع مسلسل One Piece الشهير

6.9

عادية

التقييم النهائي

قصة اللعبة
6.2
أسلوب اللعب
7.0
الرسوميات
8.0
الصوتيات
7.3
مدة اللعبة
7.0
قيمة الأعادة
6.0
الأيجابيات
  • شجرة قدرات متعددة تضيف من قدرات لوفي ونظام Karma المميز
  • رسوميات لعبه جيدة
  • الموسيقي التصويرية رائعة
  • عدد كبير من الشخصيات القديمة وحتى الجديدة بحوارات جيدة
السلبيات
  • قصة اللعبة مخصصة بشكل أكبر لمحبي عالم One Piece لكن بتفاصيل هزيلة
  • عمر القصة صغير للغاية
  • هناك الكثير من المهام مكررة بنفس الهدف مقابل العاب عالم مفتوح أخري
  • استبدال الأداء الصوتي للشخصيات بنظام الحوارات السخيف
  • عدم إتاحة فرصة اللعب بشخصيات أخرى غير لوفي
  • 6.9/10
    - 6.9/10
حول الكاتب

محمد شوربجي

محاسب مستقبلى، صاحب هوس جنونى للألعاب الإليكترونية حيث أعتبر الألعاب نوع من أنواع الفنون كالسينما وليست مجرد وسيلة تسلية كما يعتبرها البعض، أسعى مثل الكثيرين فى نشر ثقافة الجيمنج في بلادنا العربية. أمتلك شغف كبير لمسلسلات الأنمي اليابانية ويعتبر HXH هو عشقى الأبدى وخصوصا شخصية Gon Freecss فهو شخصيتى الخيالية التى اعشقها بجنون جنباً إلى جنب مع صديقه كيلوا زولديك. أقوم بتجربة كافة أنواع الألعاب المختلفة فكل نوع ولديه متعة خاصة لي ، أحب المنافسة فى العاب المالتى بلاير واستمتع جدا بذلك. امتلك الحاسب الشخصى، مشجع متعصب لنادى برشلونة الأسبانى ومنتخب البرتغال.

Your email address will not be published. Required fields are marked *