عوالم البشر الذين يعيشوا بداخلها من الممكن ان تجعلهم في سعادة مطلقة وفي أوقات اخري قد يفسدون كل شيء، المشكلة الكبرى هي ان الأنسان لا يتعلم من أخطائه فهو لا يستطيع تحليل عواقبها والوصول الي مرادفات اخري تجعله يختار علي أساسها حياة هادئة ام حياه تعيسة مليئة بالعنف والدماء ولما لا فقد يتطرق الأنسان الي ان يدمر نفسة ومن حولة بفعل الحب، الكراهية، الأنانية حتي السعادة والغضب وغيرها من العواطف التي تحرك الأنسان وتجعل له قيمة وتأثير عن أي شيء حي فالمشاعر التي تشعر بها كانسان هي ما يجعلك مختلف فالتجارب التي نعيشها ونحن في كامل وعينا معقدة بطبيعتها فماذا يحدث لمن يعيشون معنا نتاج مشاعرنا التي تقود تصرفاتنا اتجاههم ؟ بل والسؤال الأهم هو نتاج تصرفاتنا اتجاه من هم غير البشر
وفي ظل ما نراه في احداث البداية نجد احدي الشخصيات الرئيسية المحقق كونر يستقدم للمحاولة التفاوض مع احدي الأندرويدز الذين خرجوا عن السيطرة وبدأ في اطلاق النار وخطف فتاة ومحاولة يأسه للهروب من هذه الموقف حتي ينتهي كونر من هذا الموقف
قصة اللعبة
تبدأ أحداث القصة في عام 2038 في مدينة ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تزداد مبيعات شركة Cyber Life من وحدات الأندرويد التي استبدلت العامل البشري في المهام الحياتية الروتينية لبعض الوظائف مثل التمريض و الرعاية الأطفال وغيرها من المهام التقليدية التي من دونها تجعل الأنسان يركز علي الحياة أكثر والاستمتاع ولكن جعل الكثير من البشر لا يجدون وظائف خالية لهم لاستبدال وظائفهم بعناصر اكثر كفاءة وذكاء من الأندرويد مما يثير سخط البعض عليهم في احيان بل وأشياء اخري ستعلمها عند تقدمك في احداث اللعبة
وعلي الجانب الاخر تذهب كارا مع مالكها تود لتعتني بالمنزل وبأبنته اليس بعد حدوث خلل بها يستلزم أعادة إصلاحها حتي تبدء الأحداث بالانتقال الي ماركس الذي يعتني بسيده كارل وعلاقتهما التي تصل الي كونها علاقة الأب بالأبن ويحدث ما لم يكن في الحسبان لتنتقل الأحداث وتنقلب رأسا علي عقب لكل من ماركس وكارا ومعهم كونر الذي يجد نفسه في قضية يصعب بها اختيار الجانب المناسب
يمكن لشخصيات اللعبة ان تموت او تعيش بناء على اختياراتك
التقدم في احداث اللعبة كما تعودنا من Quantic Dream لا يعتمد بشكل أساسي على بقاء شخصيات اللعب أحياء فمن الممكن أي شخص داخل اللعبة ان يموت حتى أكمال القصة الي النهاية فكل شيء معتمد على قراراتك الذي يؤثر على بعض او جميع الشخصيات الأخرى
هناك عدد من الأحداث التي تعتمد على سرعة رد فعلك وسرعة التصرف والحقيقة اننا نجد اتقان شديد في هذه الأحداث فكل زر تضغط عليه او حركه من الحركات المطلوبة تجدها تنعكس على حركة في اتجاه الزر الذي تضغط عليه حتى في تأثيرات الحركة من مؤثرات وتأثيرها في اهتزاز زراع التحكم من اهتزازات خفيفة او قوية وحتى استغلال مستشعر الحركة بشكل جيد داخل اللعبة كعادة العاب الشركة التي تعتبر من أوائل الألعاب التي تستفيد من خواص SixAxis
أسلوب اللعب
اللعبة من منظور الشخص الثالث بنظام مختلف قليلا عن العاب المغامرة الأعتيادية فهنا انت تستطيع اللعب بثلاث شخصيات لكل منه عمله الخاص ولكل منهم ثوابت مثل قدرة على تحليل البيئة المحيطة للبحث عن ادلة او حلول لمواقف مختلفة وتنقسم الي اختيارات عنيفة او هادئة اغلب الوقت وتتشعب الردود والاختيارات في كل جزء من القصة مما يظهر تأثيره في نفس الوقت او تأثيره في احداث القصة في وقت لاحق
مراحل اللعبة المختلفة يمكن العودة اليها في أي وقت ومعرفة بتواجد اختيارات اخري من خلال Flowcharts الذي نجده جيد وسيئ في نفس الوقت جيد لشعور بتواجد عدد كبير من الاختيارات وسيئ لمعرفة عددهم الفعلي وتنبئ ببعض الأحداث بسهولة ويمكن أيضا رجوع لنقاط معينه لكنها قليلة جدا داخل اللعبة وعشوائية في أحداث بعض اختيارات النقطة التي تسبقها
الاختيارات الهادئة العقلانية داخل اللعبة توفر أحداث اقل تفاعلا مع البيئة المحيطة أيضا توفر العديد من المشاهد الدرامية الجيدة على عكس ما تقدمه اختياراتك للعنف فستقدم لك احداث أكثر تفاعلا مع البيئة محيطة ومع شخصيات مختلفة أكثر وهو ما يعطي اللاعبين فرصة جيدة لتكرار اللعب مره اخري لتجربة ومشاهدة جميع الاختيارات
يمكنك العودة الي Flowcharts في اي وقت لمعرفة الأحتمالات الأخري التي تنتظرك
اعتمد الأستديو المطور للعبة على أخذ حركات الطبيعية لعدد كبير من الشخصيات من بلاد مختلفة أضافة طبعا الي شخصيات الرئيسية والتي اعتمدت اللعبة على عمل مشاهدها السنيمائية بمحرك اللعبة الرئيسي ودمجها بأحداث اللعبة دون تفريق بين مشاهد السنيمائية ومشاهد اللعب وهذه الطريقة تقدم من خلالها العديد من التفاصيل التي قد لا تلاحظها اثناء اللعب لكنها موجودة في المشاهد السنيمائية
الرسوميات
العديد من العناصر التي تم استخدامها في محرك اللعبة وعالم ديترويت فعلي الرغم ان في عام 2012 كان من مفترض استخدام المحرك الرئيسي للعبة Beyond Two Souls على منصة PlayStation 3 لكن تم تطوير محرك جديد تماما لاستغلال موارد الجهاز الجديد PlayStation 4 إضافة الي تطوير أكثر للقصة والتي أضافت الكثير من الأماكن التي لم تكن موجودة في التصور المبدئي للعبة
تطوير كبير على محرك اللعبة في ظلال والإضاءة وتأثيراتها أيضا الأمطار وانعكاسات التي تقدم تجربة غير مسبوقة خصوصا على جهاز PlayStation 4 Pro ودقة عرض 4K والوان الرائعة التي تقدمها تقنية HDR وتعبيرات الوجه وتأثيرها على التجربة البصرية الأكثر من رائعة، في بعض المناطق تعاني اللعبة من هبوط في الأطارات علي PlayStation 4 وبشكل اقل علي PlayStation 4 Pro
عالم اللعبة يقدم عدد من الأماكن المختلفة التي تمثل كل منها لوحة فنيه رائعة وتصور رائع للمستقبل
الصوتيات
اعتمدت اللعبة على القليل من الأغاني بداخلها المعبرة عن بعض المواقف والتفضيلات لشخصيات اللعب والتي كانت موفقة جدا، بعيدا عن موسيقي التصويرية الرائعة فالمؤثرات الحركية وصوت البيئة المحيطة والأمطار تعتبر من التفاصيل التي ليست فقط استمتعنا برؤيتها لكن بسماعها ايضا
الخاتمة
لعبة ديترويت نحو الأنسانية Detroit Become Human تحاكي المستقبل فهي فقط لم تكتفي بتقديم قصة متقنة من خلال ثلاثة شخصيات مختلفة اخذوا مساحتهم الكافية داخل اللعبة بل وأتقنت تقديم اختيارات عديده تجعلك تنظر الي نفسك في المرآة، فمنذ البداية واللعبة تشجعك علي اختيار طريقك لأول مرة دون الرجوع وتحمل عواقب اختيارتك بل وأيضا سؤالك في عدة أسئلة في ظاهرها ليس لها معني وفي باطنها تنظر بها الي الأنسانية التي يفتقد اليها الكثير من البشر ولما لا فهي محاولة عبقرية لتقديم تحذير للبشر من أنفسهم قبل ان يلقوا اللوم علي أي شيء اخر لكن كل هذه كان يحتاج الي دعم اكثر من تواجد شخصيات بشرية اكثر داخل اللعبة وتفاصيل قصصية اعمق للبعض الأخر والخروج من عباءة المواقف الكليشيه لتركيز علي جوانب اخري
الصوتيات ستشعر انها مختلفة في كل مرة تتحكم بها بشخصية مختلفة وهناك القليل من المواقف الموثرة التي وفقت بموسيقي تصويرية تجعلها صعبة النسيان من ذاكرتنا الا في حالة أعادة ضبط المصنع “نعم في بعض الأوقات نشعر اننا اندرويد”
الأداء الصوتي لشخصيات العبة لم يكن افضل المتاح لكنه افضل شيء ممكن لشخصيات تعتبر ألية فنذكر الأداء الجيد لشخصية ملازم الشرطة هانك أندرسون والحزن الذي يخفيه أيضا Carl وحبه كأب لماركس ومن شخصيات اللعب الرئيسية تأتي كارا علي رأس القائمة يليها كونر وماركس كأداء صوتي متفاوت قد لا يعبر في اغلب الأوقات عن الانفعالات الحقيقية لا نستطيع اللوم هنا او التذمر في شيء فمع تقدم في الأحداث تتغير طباع وتصرفات الشخصيات بشكل سريع مما قد يجعلك تشعر بفروقات الأداء الصوتي بين شخصيات الثلاثة
مدة اللعبة وقيمة الأعادة
تعتمد اللعبة على أختياراتك فالجميع من الممكن ان يموت قبل ان تصل الي النهاية ومن ممكن ان تتغير الكثير من الأحداث وتزيد او تقصر حسب طريقة لعبك نحن في المرة الأولي قمنا بأنهاء اللعبة في 9 ساعات ثم في مرة الثانية وصلت التجربة الي 11 ساعة بقصة نستطيع القول انها مختلفة تماما عن المرة الأولي فاللعبة هنا كما ذكرنا تتمتع بالكثير من متغيرات والاختيارات وأيضا النهايات المختلفة لكل فصل من فصول القصة مما يقدم قيمة عالية من قيمة الأعادة ومدة اللعب التي قد تصل من 40 الي 50 ساعة لأنهاء كل شيء داخل اللعبة
المستوي الرسومي لم يخلوا من الأبداعات فهناك العديد من الموثرات المذهلة التي قدمت تجربة بصرية لا تنسي إضافة الي شخصيات اقرب الي الحقيقة وأداء جيد علي رغم من بعض الأطارات التي هبطت هنا وهناك في مراحل متقدمة من اللعبة
مشكلة اللعبة الرئيسية هي وجود مواقف إنسانية كثيرة مع آلات فهي غير مناسبة لطباعهم بل وبعضها غير منطقي حتى في حاله التفكير الحر فالكثير من الوقت ستصاب بمزيج من المشاعر المتناقضة في عدد لا بأس به من المواقف، أيضا الكاميرا الخاصة باللعب في بعض الأوقات غير مريحة وتؤثر على التحكم الجيد في مواقف معينه وهوا ما لم يتغير عن العاب الأستديو المطور السابقة، اخيرا ستعجب بالقائمة الرئيسية للعبة فقد قدمت فكرة نجدها عبقرية في عالم الألعاب.
التقييم النهائي
- هناك العديد من الأختيارات لبناء قصتك الخاصة
- رسوميات قوية
- الكثير من التفاصيل
- الأداء التمثيلي جيد للشخصيات الرئيسية
- موسيقي تصويرية رائعة
- قيمة مرتفعة للأعادة
- افضل قائمة رئيسية علي الأطلاق
- بعض الشخصيات أدائها الصوتي متواضع
- الكاميرا والتحكم في بعض الأوقات لا يعملون كما يجب
- شخصية ماركس تعتبر شخصية ضعيفة الدوافع
- علي الرغم ان القصة والسيناريو رائع الي ان هناك دائما شئ ناقص
- الدبلجة العربية متفاوتة وبشكل عام متواضعة
- بعض المناطق تلحظ انخفاض في الأطارات
-
9.0/10